تتسارع الأحداث في الحرب الروسية الأوكرانية بما يصاحبها من تداعيات سياسية واقتصادية بل واجتماعية تؤرق العالم بأسره ..وما يزيد من تعقيدات تداعيات تلك الحرب وقوف المنظمات الدولية عاجزة عن اتخاذ أي إجراء تجاه الأزمة ..كما سبق وأن وقفت موقف المتفرج في العديد من الأزمات العالمية .
ولعل المتغيرات العالمية الحادة والمتسارعة باتت تحتم على العالم بأسره البحث عن مخرج من ذلك المأزق الذي تفتقد فيه البشرية لآلية فاعلة للتعامل مع الأزمات والمشاكل المعقدة والمتشابكة التي على ما يبدوا أنها لن تتوقف قريبا .
من هنا تأتي أهمية تلك الندوة التي عقدت خلال الساعات الماضية بنادى جزيرة الورد بالمنصورة حول :" مصر والعالم المتغير "وقد شرفت بإدارتها حيث تأتي في إطار الصالون الثقافي للنادي وتحدث فيها السفير محمد العرابي وزير خارجية مصر الأسبق .
الصالون سبق وأن افتتحه الدكتور عصام شرف رئيس وزراء مصر الأسبق في محاضرة تذكارية حول : " صناعة المستقبل " في شهر يوليو الماضي .
الوزير العرابي تناول برصانته المعهودة الموقف العالمي بصفة عامة وما شهده من متغيرات على مدى العقود الأخيرة حيث أكد على أن العالم كان يشهد كل عشر سنوات متغيرا كبيرا اعتبارا من انهيار سور برلين عام 1989 ثم أحداث 11 سبتمبر 2001 فالربيع العربي اعتبارا من 2010 ثم جائحة كورونا في 2020 .. ثم بدأت تتسارع وتيرة تلك المتغيرات الكبرى والأزمات الحادة كالغزو الروسي لأوكرانيا.. وأبدى تشاؤما كبيرا لما يحمله المستقبل للعالم بأسره إذا استمر تسارع تلك المتغيرات على هذا النحو دون أن تكون هناك آلية دولية لضبط هذا الانفلات العالمي وإقرار قواعد العدالة والقانون الدولي .
وزير خارجية مصر الأسبق أشار إلى أن الشتاء القادم سيحمل معه الخير لمصر وسيكون فرصة ذهبية للاقتصاد المصري وذلك نتيجة التدفقات السياحية الكبيرة المتوقعة علاوة على أن مصر أصبحت مركزا هاما للطاقة بما سيدعم حتما اقتصادها في هذا التوقيت .
وأضاف بأنه بعد مؤتمر المناخ في شرم الشيخ في نوفمبر القادم سيكون هناك اهتمام أكبر بمصر من الناحية السياسة وذلك على الرغم من وجود أوضاع تشاؤم في المنطقة .
وأشار العرابي إلى أن مصر دولة راسخة في منطقة وعالم به الكثير من الدول الفاشلة والدول الهشة وأن مصر تقع في إقليم أكثر اضطرابا من أي إقليم آخر بالعالم حيث الأوضاع في سوريا وليبيا واليمن وغيرها والتي لا يلوح في الأفق حلول سريعة لها بجانب ما يحدث في السودان وكلها أعباء على السياسة الخارجية لمصر .
وأضاف بأن مصر تتعامل مع ملف سد النهضة بمنتهى الحكمة والدبلوماسية عكس الموقف الإثيوبي وهو ما دفع المجتمع الدولي لدعم موقف مصر في الحفاظ على حقوقها المائية .
وأكد على أن هناك سمة واحدة للدبلوماسية المصرية في التعامل مع دول الجوار الاستراتيجي لمصر قائمة على 3 أركان هي : " السلام والاستقرار والتنمية " وأشار إلى أن الدولة المصرية نجحت في استخدام الاستراتيجية الاستباقية في التعامل مع المتغيرات العالمية مما أدى لامتصاص الكثير من تداعيات وصدمات تلك المتغيرات .
وأضاف بأن العالم أصبح يشهد تشابكا كبيرا في تداعيات الأزمات العالمية وأصبحت التحديات الكبرى عابرة للقارات مثل الأمراض والجوائح الصحية والتغيرات المناخية والإرهاب وأزمات الغذاء والطاقة وغيرها وهذا ما جعل معظم دول العالم تحرص على توفير احتياجاتها من الغذاء والدواء ومستلزمات الإنتاج والطاقة والأمن .
الصالون شهد حضورا كبيرا ولافتا تلبية لدعوة النائب طارق عبد الهادي رئيس مجلس إدارة النادي وعضو مجلس الشيوخ حيث شهده رموز الدقهلية وفي مقدمتهم عالم مصر الكبير الدكتور محمد غنيم عضو المجلس الاستشاري لرئيس الجمهورية ورائد زراعة الكلى بالشرق الأوسط ومؤسس مركز الكلى والمسالك البولية بالمنصورة والذي احتفى به جميع الحضور تعبيرا من جانبهم على مكانته في قلوب الجميع إدراكا منهم لما قدمه للوطن على مدار ستون عاما أو يزيد بتجرد ولم يسعى يوما ما وراء مال أو شهرة زائفة وكان جل عطاؤه للوطن خاصة البسطاء من أبنائه ونجح في نقل الطب المصري من المحلية للعالمية .. كما حرص السفير مهاب نصر مساعد وزير الخارجية السابق و ابن الدقهلية على الحضور من القاهرة للمشاركة في فعاليات الصالون ورافق الوزير الباحث السياسي حسام عيسى.
كما شهد الصالون لفيف من أساتذة الجامعات وأعضاء مجلسي النواب والشيوخ من بينهم اللواء جمال عبد الظاهر والمهندس رضا الشافعي ونبيل الجمل نقيب المحامين وعضو مجلس النواب السابق وعضوات المجلس القومي للمرأة تتقدمهم الدكتورة أمينة شلبي عميد كلية السياحة ومقرر المجلس القومي للمرأة بالمحافظة وناصر شعبان وكيل وزارة التربية والتعليم الجديد بالمحافظة ..كما شهده عدد كبير من أعضاء مؤسسة تطوير الدقهلية يتقدمهم المهندس محمد عبد العظيم رئيس المؤسسة والدكتور أحمد منير حسان أمين عام المؤسسة والدكتور على توفيق أستاذ الأنف والأذن والحنجرة والدكتور الشعراوي كمال مدير عام مستشفيات الجامعة والدكتور يسري فكري أستاذ العيون الشهير والدكتور عامر عطية أستاذ التخدير وفضيلة الشيخ طه زياده وكيل وزارة الأوقاف السابق ..كما شهده عدد من أساتذة كلية الآداب من بينهم الدكتور حمدي شاهين رئيس قسم اللغة الانجليزية والدكتور عبد العال عبد الرحمن رئيس قسم الفلسفة بالكلية وأعضاء الأسرة الصحفية بالدقهلية ..وكان لافتا حرص عدد من شباب المحافظة على الحضور والمشاركة في مناقشاته الثرية .
وكعادة العاملين بنادي جزيرة الورد يتقدمهم ابراهيم الجمل مدير عام النادي حرصوا جميعا على الإعداد والتنفيذ والتنظيم الجيد لفعاليات الصالون ليواصل نجاحه بجزيرة الورد بالمنصورة .
